السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ
السوال : قد يعلم الإنسان شيئاً ويأمر به غـيره وهــــو
نفسه لا يعمله سواء كان فرضاً أو نفلاً فهــل يحـــــــل
له أن يأمر غيره بما لا يعــمل؟. وهل يجـــــب علــــى
المأمور امتثال أمره أم يحل له الاحتـجاج عليه بعــدم
عمله ثم لا يعمل ما أمر به تبعاً لذلك؟
الجواب :هنا أمران، الأمر الأول: هـذا الذي يدعـو إلى
الخير وهو لا يفعله نقول له: قـال الله – عز وجـــــل:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتاً
عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) سورة الصف ، وأنـا
أعجب كيف رجل يؤمن بأن هذا هو الحـق ، ويؤمــــــن
بأن التعبد لله به يقربه إليه ويؤمن بأنه عبد لله ثــــــــــم
لا يفعله فهذا شيء يعجب له ويدل على السفه وأنــــــه
محط التوبيخ واللوم لقوله تعــــالى: ( لِمَ تَقُولُونَ مَـا لَا
تَفْعَلُونَ ) فنقول لهذا الرجل: أنت آثم بتركك العمل بمـا
علمت وبما تدعو إليه، ولو بدأت بنفسك لكان ذلك مـن
العقل والحكمة.
أما الأمر الثاني: بالنسبة للمأمور فإنه لا يصـح له أن
يحتج على هذا الرجل بفعله فإذا أمره بخير وجــــــــب
عليه القبول ، يجب أن يقبل الحق من كل من قال بــه
ولا يأنف من العلم.
ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،
كتاب العلم لابن عثيمين
ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـ،[/i][/b][/size][/size]